هذا العاشر قد أفل وأرواحنا برحيله سكتت،لكن عهدنا بمتابعة العزاء لم يتوقّف. فأطلّ الحادي عشر من محرم ليروي حال آل بيت محمّد بعد فقد الوالي، والمحامي،والكفيل.
هنا حرقت خيام كانت تلم اليتامى، وهنا ترملت نساء أيامى، وهنا فقدت أمهات أولاد لها،وهنا سبيت حرم الأنبياء فأخذن أسارى.
في اليوم الحادي عشر من محرّم جسّدت الأفواج في مفوضيّة جبل عامل الأولى حال كربلاء من خلال المتابعة لمجالس العزاء في كلّ مكان، فتلي القرآن، وحلّت السيرة الحسينيّة لتحكي ما جرى على حرم الرسول بالدّمعة واللوعة، وصدحت حناجر الملبين بالبيعة، ولطمت الصدور حبا ومواساة وشوقا، وجدّد العهد مع الولي في الأرض والحجّة على أهلها، مهدي آل محمد، ولا تزال الزيارة سيّدي محطّ القلب في كل طفل وترداد الألسن في كلّ مجلس.
عهدنا ياسيّدي أن لانكل عن ذكرك ، إن مضى يوم العاشر فإن كل يوم تشرق فيه الشّمس هو عاشوراء.
